-A +A
وفاء باداوود (جدة)
قبل عدة اعوام من الآن كان المجتمع يستنكر على أي فتاة ان تشجع فريقا في كرة القدم وكانوا ينعتونها بالمسترجلة، تلاشى هذا الوضع شيئا فشيئا حتى اصبح من الطبيعي ان نرى الفتاة تشجع اي فريق تختار وازداد الوضع عندما تأهل المنتخب السعودي، حيث اصبحت الفتيات يشجعن بطريقة لا تقل حماسة عن الشباب متمنيات فوز المنتخب وتأهله لالعاب أكبر.

«هديل أحمد» في الثانوية العامة قالت: منذ تأهل المنتخب السعودي للمونديال وانا اشعر برغبة كبيرة في حضور المباريات عبر التلفزيون فالتشجيع واجب وطني علما بأني لا اشجع أي فريق آخر باستثناء المنتخب فقد تعلمت من المباريات الشيء الكثير من الاخطاء وغيرها وذلك من خلال اخوتي الشباب ووالدي كما اني لم الحظ اي استنكار من افراد اسرتي لحضوري المباراة معهم.

وتذكر «شذى فائز» جامعية، ان اسرتها في السابق كانت تنعتها بالمسترجلة بسبب تشجيعها لنادي الاتحاد ولكن بعد تأهل المنتخب الى كأس العالم والمتابعة المستمرة للمنتخب تغير الوضع او كما قالت: فقد تقبلت اسرتي موقفي واصبح والدي يذكرني بنفسه بمواعيد المباريات واصبحت الاسرة جميعها تجتمع لمتابعة المنتخب السعودي واصبح تشجيع الطالبات لكرة القدم أمرا مقبولا.

وتقول «سميرة نادر» جامعية:لم اكن مهتمة بالمباريات باستثناء المنتخب بعد تأهله لكأس العالم اصبحت من المتابعات وبشدة للمباريات بل ألغي اي موعد لدي بسب هذه المباريات حتى سفرنا اقنعت اسرتي بان يتأخر الى ما بعد المباراة ليتسنى لي متابعة المنتخب وتشجيعه وان كان ذلك التشجيع من المنزل رغم اني اتمنى ان تسنح لي الفرصة في السفر لتشجيع المنتخب من الملعب ولا اعرف هل ستتحقق امنيتي هذه أم لا.

نهاد عبدالله بالجامعة قالت: من صغري وانا مغرمة بكرة القدم وكان ذلك سببا لتعرضي للاستهزاء من اخواني الذكور ظنا منهم بان الكرة للشباب فقط ولكن الوضع اختلف الآن بعد تأهل المنتخب السعودي لكأس العالم حيث اصبحوا يدعوني لمتابعة المباراة معهم واختفت تلك النظرات التي كانت في السابق حيث شعرنا جميعنا ان تشجيع المنتخب هو واجب وطني - مؤكدة بقولها- لا افضل مشاهدة المباراة في الاماكن العامة بل مع اسرتي فالجو الاسري يعطيني الدفء وشفافية أكبر.



شعور وطني

الجامعية مياسم واصف قالت: اشجع نادي الاهلي منذ المرحلة المتوسطة وقد استنكرت عائلتي ذلك وكانوا دائما يرددون على مسمعي ان الكرة للشباب ومع مرور الوقت تلاشت هذه الفكرة والنظرةالسلبية تجاه تشجيعي لكرة القدم واصبح الآن تشجيعي للمنتخب امرا طبيعيا حيث ان جميع افراد اسرتي فتيات وشباب يجتمعون لمتابعة المنتخب فلم تعد تلك النظرة موجودة -وتضيف- اتمنى ان يتسنى لنا نحن الفتيات السفر مع المنتخب للتشجيع مثلنا مثل الشباب فهذا شعور وطني ليس حكرا على أحد.

راوية احمد متخرجة من الجامعة قالت: لم أكن اهتم بالكرة وقد اختلف الوضع الآن بعد تأهل المنتخب لكأس العالم فقد اصبحت من المتابعات لكرة القدم ولم اشعر يوما بان اسرتي تستنكر ذلك -موضحة بقولها- لا اقبل فكرة ان تشجع الفتيات المنتخب في مكان عام او يصرخن كالشباب فطبيعة الفتاة تختلف عن الشاب كما يمكنها التشجيع دون صراخ أو حركات اخرى.

وتشير مها خالد الى ان اخوتها كانوا ينعتونها ايضا بالمسترجلة وذلك لحبي لكرة القدم ونادي الاهلي بشكل خاص منذ المرحلة المتوسطة وقد اختلف الوضع الآن ولا اعرف السبب فقد اصبحت اسرتي حريصة على مشاهدتي المباراة معهم خاصة مباريات المنتخب وقد نلغي جميع التزاماتنا الاجتماعية يوم المباراة حتى يتسنى لنا المتابعة دون الانشغال بمهام اخرى.

تهاني احمد تقول: رغم ان جميع افراد اسرتي مشجعون لنوادٍمختلفة انهم كانوا يعيبون علي تشجيعي لنادي الاتحاد ظنا منهم ان الكرة للشباب فقط ومع تأهل المنتخب لكأس العالم اختلف الوضع فقد تلاشت تلك الفكرة منهم واصبحنا نتابع المنتخب جميعنا مؤكدة انا لست ضد متابعة الفتاة لكرة القدم والتشجيع ولكن بشرط عدم اصدار حركات او صراخ مثل الشباب فهذا لا يتماشى مع طبيعتها الانثوية كما انني لا افضل مشاهدة المباراة في الاماكن العامة او مع صديقاتي فأفضل مكان للتشجيع هو المنزل.